تعلم تصوير الحياة الصامتة واحصل على نتائج ابداعية
تصوير الحياة الصامتة لا يحتاج إلى معدات تصوير كبيرة أو تقنيات عالية في التصوير. بل هي أفضل فرصة لك كي تطبق وتجرب أشياء جديدة في التصوير الفوتوغرافي وكذلك عدم إهمال الكاميرا بسبب أنك لا تستطيع الخروج. عندما تحب هواية معينة، فأنت تحاول أن تستغل أي ظرف لممارستها، هذا ينطبق تماما على أي مصور فوتوغرافي.
لو كنت مصور مبتدئ، لا تحسن التعامل بشكل جيد بعد مع الوضع اليدوي في الكاميرا، أو أنك تحتاج لتعلم أسرار التحكم بالضوء في التصوير وغيرها من الأشياء… هذا هو الوقت المثالي للقيام بذلك
ماهو تصوير الحياة الصامتة؟
عندما تسمع أو يحدثك شخص ما عن تصوير الحياة الصامتة، تفكيرنا ينكب حول التفكير في الطبيعة الصامتة أزهار، أوراق الأشجار، الفواكه، الخضر والحشرات… مع أنه في الواقع هو أكثر من ذلك حقا، ليشمل عناصر أخرى من الطبيعة، من قبل، الأحجار، الأصداف أو أدوات مصنوعة من قبل الإنسان، مثل أواني المطبخ، الطاولة، الكتب وغيرها…
في تصوير الحياة الصامتة يعتبر التكوين، الإضاءة و الألوان من العناصر الضرورية والأساسية للحصول على نتائج فوتوغرافية مميزة. أعتبر هذا التحدي مذهل حقا للتمرن مع الكاميرا.
كيف تبحث عن إلهام تصوير الحياة الصامتة في لوحات الرسم؟
في البداية أقترح عليك أن تبحث عن ذلك الالهام في لوحات الرسم، هناك بدأ كل شيء. الكثير من الرسامين الكبار المفتونين بعالم تصوير الحياة الصامتة إستطاعوا الحصول على لوحات إبداعية من خلال دراسة معمقة لكل التفاصيل المتعلقة بالضوء، الألوان والتكوين. كان ذلك أفضل مصدر للإلهام لديهم.
نعرض عليك بعض الأسماء من الرسامين الذين تركوا بصمتهم في لوحات الحياة الصامتة لعلك تستمد منهم بعض الإلهام، من أمثال: Zurbarán, Van Gogh, Cézanne, Caravaggio, Chardin, Renoir و Manet.
ألق نظرة على التكوين، القوام، الإضاءة والألوان ومختلف العناصر المكونة للوحاتهم كي تجعلها مصدر الهامك.
فكر في قصة:
المقصود هو، ما الذي تريد التعبير عنه من خلال صورتك؟ ما الذي تحب التعبير عنه من خلالها؟ هناك فرق كبير بين صورة لحبة طماطم طازجة بإضاءة متجانسة مع صورة زهرة جافة وكئيبة. كما أن استخدام جرة قديمة ليس مثل أدوات مائدة حديثة.
يجب التفكير بعمق في القصة التي تريد التعبير عنها في صورتك الخاصة، والمشاعر التي تود نقلها عبر تصوير الحياة الصامتة، كي تستطيع أن توازن بين مختلف عناصر التصوير الفوتوغرافي.
كيف أختار الهدف عند تصوير الحياة الصامتة؟
عندما تكون لديك فكرة واضحة عما تريد التعبير عنه في صور الحياة الصامتة، يجب أن تحدد العناصر الأساسية التي تكون محور قصة الصورة. يمكنك مثلا أن تختار بعض الأزهار، مكونات طبق طعام الذي تود إعداده، بعض الكتب، ساعة حائط…
تذكر جيدا أننا نحدث عن الطبيعة الميتة، والعناصر التي صنعها الانسان. ابحث عن عناصر مثيرة للاعجاب، لو كانت مجموعة من الأشياء من الأفضل أن تكون هناك رابطة فيما بينها.
كيف أختار الخلفية المناسبة أثناء تصوير الحياة الصامتة؟
على أساس الهدف المختار والقصة التي تود سردها، يتم التفكير في اختيار الخلفية المثالية لذلك العمل. التقاط الصور بالمنزل يسهل علينا أمر الحسم في اختيار الخلفية عبر استخدام العناصر المناسبة للحصول على تناسق تام. يمكن أن تكون الخلفية عبارة عن جدار أبيض، ورق مقوى غامق اللون أو قطعة قماش تكون مكملة لمركز الاهتمام الذي نبحث عنه أثناء عملية التكوين. فل يكن اهتمامك أيضا باللون، الملمس وانعكاس بعض الأدوات المستخدمة.
كيف اختار الإضاءة المناسبة قصد تصوير الحياة الصامتة؟
الاضاءة في تصوير الحياة الصامتة نقطة رئيسية لابد من الاهتمام بها. الاعتماد على الاضاءة الطبيعية شيء لا يعوض في عالم التصوير الفوتوغرافي بشكل عام، لكن قد تواجه بعض الظروف التي تحول دون تمكنك من استغلالها على أكمل وجه. لذلك ينصح استخدام الاضاءة الاصطناعية التي تعتبر مصدر ضوء ثابت. توجد بعض المصابيح التي يمكنك التحكم بشدة الضوء الصادر عنها، بهذا ستحصل على مبتغاك بدون أية قيود أو تسرع.
كما استخدام الفلاش الخارجي للحصول على الضوء المثالي خصوصا في الوضع اليدوي، يعتبر فرصة مميزة لاستغلال بشكل جيد خلال جلسات التصوير هذه.
لو لم ينجح الأمر مع الإضاءة الاصطناعية، حاول أن تستغل الإضاءة الطبيعية المتاحة أمامك رغم صعوبة التحكم بها. نوصيك بالاقتراب من نافذة، باب… أكبر قدر ممكن للحصول على كمية الضوء المناسبة لجلسة تصويرك. لو واجهة مشكلة في قوة الاضاءة يمكن الاستعانة بناشر الضوء كي تبدو أكثر ليونة. كما أن العواكس تلب دور مهم في عكسها ونشرها على الهدف، بهذا تكون قادر على توجيهها إلى المناطق المهمة في مشهد الصورة وتجنب ظهور الظلال القوية.
تذكر جيدا، أن الإضاءة الطبيعية تتغير بسرعة. لذا يستحسن أن تقوم باعداد كل شيء ليكون جاهزا في الفترة التي تود التصوير فيها. فربما تلك الاضاءة التي ستحتاجها لن تدوم إلا بعض الفترات وتتغير شدتها.
اتجاهات وجودة الإضاءة في تصوير الحياة الصامتة:
زاوية مصدر الإضاءة تغير تماما من جمالية تكوين الصورة.
الإضاءة الأمامية: تنتج عنها صور مسطحة وقوام قليلة.
الإضاءة الجانبية: مصدر الضوء يوضع على أحد جوانب المشهد، تعتبر إضاءة ثابتة وتنتج العديد من التبيان.
الإضاءة نصف جانبة: مصدر الضوء بزاوية 45 درجة، تحدث ظلال مائلة فتؤثر على التبيان والعمق في الصورة. يعتبر هذا النوع من الاضاءة الأكثر استخداما في تصوير الحياة الصامتة ونحن بدورنا نوصي به كبداية. يمكنك تحسينها بعض الشيء بالاعتماد على عاكس الضوء.
الإضاءة الخلفية أو المعكوسة: تنتج عنها صور جد متباينة بين الخلفية والهدف المراد تصويره.
الإضاءة العلوية: يعني مصدر الضوء يكون من الأعلى للأسفل، تنتجها عنها صور متباينة جدا مع ظلال قوية ومناطق جد واضحة في المشهد.
الإضاءة السفلى: يعني مصدر الضوء يكون من الأسفل للأعلى، تنتج عنها ظلال غير اعتيادية في الصورة.
عليك أن تعلم أيضا، أن المسافة الفاصلة بين الهدف ومصدر الضوء بالاضافة إلى حجم يؤثر على النتيجة النهائية. كلما كان حجم مصدر الضوء صغير بالمقارنة مع الهدف المراد تصوير، إلا وكانت الإضاءة أكثر قوة وسطوعا. على عكس ذلك، كلما كان الحجم أكبر إلا وكانت الإضاءة الناتجة أكثر ليونة. أما فيما يتعلق بالمسافة، عندما يكون مصدر الضوء بعيد عن الهدف تكون الإضاءة لينة، على عكس لو كان قريب تكون الإضاءة ساطعة.
ماهي الأدوات الضرورية المستخدمة في تصوير الحياة الصامتة؟
التقاط صور مميزة عبر تصوير الحياة الصامتة، يتطلب بعض الأدوات الضرورية كي تنجح في الأمر. فيما يلي سأضع بين يديك بعضها. لو لم يكن بامكانك توفير واحدة منها، يمكنك تعويضها بشيء آخر يقوم مقامها. من المهم الاعتماد على النفس من حين لآخر لحل بعض المشاكل التي تواجهك خلال جلسات التصوير، لن تجد أمامك بعض الادوات في كل مرة تقرر فيها التصوير.
طاولة أو مساحة خاصة للعمل.
فلاش خارجي.
عدسة متوسطة البعد البؤري، الذي يترواح ما بين 34mm و 100mm. أغلب المصورين ينصحون بعدسة 50mm فهي مثالية لمثل هذا النوع من التصوير.
ورق مقوى، قطع قماش أو الخشب لاستخدامها كخلفية.
أطباق، أواني منزلية وبعض العناصر التي تراها مناسبة كي تساعدك في سرد قصة من خلال صورة.
ترايبود، حامل ثلاثي الأرجل.
ناشر الضوء.
عاكس الضوء. من المهم اختيار اللون كي يعكس الاضاءة التي تبحث عنها.
جهاز التحكم عن بعد في الكاميرا، يمكن استخدام خاصية العد التنازلي في الكاميرا أو تطبيق على الهاتف الذكي لو كان ذلك ممكنا.
كيفية إبراز الهدف في تصوير الحياة الصامتة؟
توجد العديد من الطرق التي تساعدنا على إبراز أهمية الهدف المراد تصوريه في تصوير الحياة الصامتة. فيما يلي أضع بين يديك بعضا منها:
الإضاءة: فالعين البشرية تركز طبيعيا على المنطقة التي تكون أكثر إضاءة.
التكوين: عندما توفق في التوازن بين مختلف العناصر المكونة للمشهد فإنك تستطيع توجيه عين المشاهد إلى هدفك في الصورة. يمكنك التلاعب قليلا بقاعدة الاثلاث أو الفضاء السلبي.
الألوان: من خلال المزج المثالي بين الألوان في الصورة ستبرز هدفك بشكل واضح. التوفيق بين الألوان التكميلية، النظيرة، الباردة، الدافئة… لا تنسى أيضا توازن اللون الأبيض في الكاميرا الخاصة بك.
التركيز: المنطقة التي تكون أكثر حدة في الصورة، تلقائيا هي الأكثر وضوحا. العين تنجذب إليها تلقائيا. كما قلنا سابقا، كلما كانت فتحة العدسة أكثر اتساعا الا وحصلنا على مساحة تركيز أقل والعكس بالعكس.
ما هي إعدادات الكاميرا المستخدمة في تصوير الحياة الصامتة؟
أهم عنصر في التصوير الفوتوغرافي بشكل عام هو الضوء. فهو المؤثر المباشر على النتيجة النهائية لعملك. من خلال هذه الاعدادات التي يمكن تطبيقها على أي صورة فوتوغرافية يمكنك الاختيار فيما بينها:
الاعتماد على الوضع اليدوي في الكاميرا.
من الأفضل اختيار صيغة الراو RAW لتتمكن من معالجة الصورة بشكل أفضل.
الاعتماد على فتحة عدسة كبيرة كي تتعامل مع عمق الميدان ضيق. لا ينصح اختيار القيمة القصوى لفتحة العدسة، لانك ستفقد الحدة وستجد صعوبة في التركيز. لو استخدمت فتحة عدسة صغيرة سيكون لديك عمق ميدان أكبر.
استخدام وضع القياس النقطي، بهذا سيكون قياس الاضاءة أكثر دقة كي تجد سهولة في التلاعب بمناطق الإضاءة والظلال.
كيف أختار أفضل زاوية أثناء تصوير الحياة الصامتة؟
أمامك عدة خيارات للاعتماد عليها في تشكيل الصورة:
التصوير من الزاوية الامامية المباشرة، يعني تثبيت الكاميرا في نفس مستوى الهدف المراد تصويره.
التصوير من زاوية 45 درجة، تقوم بتثبيت الكاميرا بزاوية تعادل هذه القيمة فوق الهدف. يعني كما لو أنك جالس لمائدة طعام وتنظر إلى الطبق.
التصوير من الزاوية الراسية أو العمودية، هذه الزاوية تكون أكثر تعبيرا عن حكاية صورة الحياة الصامتة. حيث أنك تثبت الكاميرا من فوق الهدف بزاوية 90 درجة.
ماهو المفتاح الأقصى والأدنى في تصوير الحياة الصامتة؟
تعتبر تقنيتين مهمتين في تصوير الحياة الصامتة، حيث أن المفتاح الأقصى في الإضاءة، يعني أن مصدر الإضاءة يكون من الأعلى حيث أنها تكون وفيرة والظلال خفيفة. يسخدم للتعبير عن الإيجابية، النقاء و السعادة…
على عكس المفتاح الأدنى فهو دليل على الأناقة، الغموض و الظلام… ويرتكز على الخلفيات الداكنة و الضوء الخافت.
أعتقد أن تصوير الحياة الصامتة هو اختيار مثير للاهتمام لملئ ساعات الفراغ التي يمكن أن يعيشها المرء خلال يومه. ليس لأنه نوع من الانضباط المهم الذي يجعلنا نحصل على صور غاية في الروعة، بل يمنحنا فرصة العمل وتطوير الكثير من مهاراتنا في التصوير في جو هادئ جدا.
من خلال تصوير الحياة الصامتة، ستكون لديك فرصة التدرب على فهم والتعامل مع الضوء بشكل أكثر احترافية، اكتساب مهارة التحلي بالصبر أثناء التكوين، حيث يتوجب عليك أن تهتم بأدق التفاصيل ووضع كل عنصر في مكانه المناسب.
مارايك الآن؟ هل أنت متحمس لإخرج تلك الكاميرا من حقيبتك أم أنك حكمت عليها بالحجر الصحي الاجباري أيضا؟ هيا، قم، أنت قادر على ذلك.
اذا احببت شارك معنا صورك التي قمت بالتقاطها، ولو تعلمت شيء جديد أو أننا غفلنا على جانب ما في هذا الموضوع، شاركه معنا في صندوق التعليقات أسفله. إن لم تكن متحمسا للأمر، شارك الموضوع مع معارفك، ربما قد تحمس غيرك، بهذا تكون قد شاركت في جزء من قصته.